الحوار ثم الحوار في ملفي حزب الله والرئاسة اللبنانية
السنيورة: لن نسمح بأن نعامل كما عومل الحريري

إيلاف من واشنطن: رد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بهجوم "هادئ" على حملات التشكيك التي صاحبت إجتماعات نيويورك ولقاءاته مع المسؤولين الأميركيين فيها وفي العاصمة واشنطن. وقال السنيورة إنه لن يسمح بأن يعامل كما عومل الرئيس الراحل رفيق الحريري الذي كان "يطلب منه كل يوم أن يفحص دمه الوطني 3 مرات" معتبرا أن "هذا الأمر غير مقبول على الاطلاق. وبالتالي نحن واثقون من مواقفنا الوطنية وموقفنا واضح تمام الوضوح ونحن نتصرف بثقة المواطنين وثقة مجلس النواب"

واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية أن اجتماعات نيويورك تشكل تظاهرة مهمة لدعم استقلال لبنان وسيادته وبرنامجه للاصلاح لكي يستطيع لبناناستعادة الوصاية على نفسه من الوصاية التي كانت تمارس عليه من الآخرين.

وأكد السنيورة في لقاء مع قناة الحرة، (يبث كاملاً الساعة السادسة بتوقيت غرينتش أي التاسعة بتوقيت بيروت) أجراه الاعلامي نديم قطيش، انه بحث مع الأميركيين في القرارات الدولية ومن بينها القرار 1559 معتبرا أنه قرار صادر عن مجلس الأمن وأن لبنان أبدى مرات عديدة إحترامه للقرارات الدولية وأن هذا القرار جرى تنفيذ اجزاء منه وأما الأجزاء الأخرى فإنها تتطلب حوارا داخليا من قبل اللبنانيين بما يسهم في التوصل الى قناعة مشتركة في هذا الخصوص وقال السنيورة إن هناك ضرورة لوضع آلية واضحة للحوار اللبناني اللبناني بشأن سلاح المقاومة لتنظمه وأخذه في الطريق الموصل الى توافق بين اللبنانيين. ونفى السنيورة ان يكون بحث مع نائب الرئيس الأميركي في مواصفات رئيس الجمهورية المقبل مؤكدا ضرورة احترام رأي الغالبية في هذا الملف.

كما لفت السنيورة الى ضرورة الحوار مع الحلفاء وأصدقاء لبنان حول شكل المحكمة التي ستتابع مقاضاة المسؤولين عن التخطيط وتنفيذ جريمة إغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري. السنيورة الإنسان والصديق و"الخاسر" بفقدان الرئيس رفيق الحريري كان حاضرا في الحلقة لا سيما حين دمعت عيناه ردا على سؤال شخصي حول علاقته بالحريري.

وهنا نص الحوار

*قلتم بأن لا شروط سياسية للقاءات نيويورك وما تمخض عنها وقيل العكس من اطراف لبنانية فيما ذكر البيان الختامي بوضوح القرار 1559؟
هذا أمر ليس جديدا وليس متعلقا على الاطلاق ببرنامج الحكومة اللبنانية للاصلاح وبرنامجها لطلب المساعدة من المجتمع الدولي وبرنامجها لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمن في لبنان. القرار 1959 هو قرار صادر عن مجلس الأمن وأبدى لبنان مرات عديدة أنه يحترم القرارات الدولية وأن هذا القرار جرى تنفيذ اجزاء منه وأما الأجزاء الأخرى فإنها تتطلب حوارا داخليا من قبل اللبنانيين بما يسهم في التوصل الى قناعة مشتركة في هذا الخصوص. وهذا الموقف اللبناني عبر عنه لبنان مرات عديدة وبداية، في البيان الوزاري الذي صدر عن الحكومة اللبنانية لجهة الحصول على ثقة مجلس النواب. أما المؤتمر الذي انعقد في نيويورك بناء على مبادرة من الولايات المتحدة ووزيرة خارجيتها السيدة (كوندوليزا) رايس وبدعم من فرنسا وبحضور عدد من الدول العربية وأيضا الصديقة والذي كان تظاهرة مهمة لدعم استقلال لبنان وسيادته وبرنامجه للاصلاح لكي يستطيع لبنان أن يستعيد الوصاية على نفسه من الوصاية التي كانت تمارس عليه من الآخرين.

لبنان اليوم يمر بمنعطف خطر واساسي واللبنانيون متضامنون لجهة السير في مسار الاصلاح والذي نالت الحكومة الثقة على اساسه بما يمكن لبنان من تعزيز استقراره الاقتصادي ونموه وايضا استقراره السياسي. لبنان عندما يستعيد قراره الداخلي ويعزز استقلاله يسير باتجاه العودة لكي يكون كما كان دائما منذ سنوات طويلة نموذجا للديمقراطية وحقوق الانسان وحكم القانون والانفتاح والحريات هذا النموذج للديمقراطية في لبنان هو مهم جدا للبنانيين ومهم جدا أيضا في المنطقة العربية وفي هذه الآونة التي يسطر فيها لبنان مرحلة جديدة أعتقد انه بحاجة الى تضامن ابنائه من حول هذا البرنامج من جهة كذلك فهو بحاجة الى دعم الأشقاء والأصدقاء وما هذا المؤتمر الذي انفض على بيان يؤكد فيه ثقة المجتمع الدولي بلبنان وبالحكومة اللبنانية وباستقلال وبسيادة لبنان وبالتعهد بأن يصار الى عقد اجتماع آخر في نهاية هذا العام من أجل أن يكون عدد أكبر من الدول الشقيقة والصديقة ومن اجل أن تستطيع أن تدعم وتتعهد بالدعم المالي والاقتصادي وذلك بالتلازم مع ما يقوم به لبنان لجهة برنامجه الاصلاحي.

*هناك شبه إجماع على ضرورة التعاطي مع ملف سلاح حزب الله عبر الحوار ولكن هل هناك آلية لهذا الحوار ؟
انا أعتقد بأن الحوار قد بدأ في لبنان ولكنه حوار بدون آلية منظمة له هذا الأمر سيكون ضروريا خلال الفترة المقبلة وإستعراض إقتراحات متعددة من اجل التوصل الى الية معينة تنظم هذا الحوار وتأخذه في الطريق الموصل الى توافق بين اللبنانيين في هذا الصدد.

*هل لقاؤكم اليوم مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني لقاء يستكمل لقاءات نيويورك الاقتصادية أم انه لقاء سياسي؟

ا

*ولد السنيورة في صيدا جنوب لبنان عام 1943

*حصل على شهادة الماجستير في ادارة الاعمال من الجامعة الاميركية في لبنان وشغل منصب وزير المالية في حكومات الرئيس الراحل رفيق الحريري الى ان تبوأ سدة رئاسة الحكومة بعد انتصار تيار المستقبل وحصوله على الأغلبية البرلمانية في الانتخابات النيابية اللبنانية الاخيرة في حزيران 2005

*متزوج من السيدة هدى البساط ولهما 3 أولاد: صبي وبنتان

لواقع أنه عندما وصلت الى نيويورك كان الهدف من هذا الاجتماع هو لقاء وزراءالخارجية الذين التقوا من اجل هذا الاجتماع وعندما وصلت تلقيت دعوة من مستشار الرئيس للأمن القومي وكذلك من نائب الرئيس(ديك) تشيني وهذا ما قمت به ومعي أيضا وزير الخارجية كان لقاء إستعرضنا فيه جوانب عديدة متعلقة بالمؤتمر بدعم الولايات المتحدة بما يجري في لبنان بموضوع ال 1595 وال 1559 وبالمناسبة ذكرنا بالموضوع 1595 على ضرورة إنتظار نتائج التقرير الذي سيصدر عن القاضي (ديتليف) ميليس وعلى أهمية أن ينال الذين خططوا ونفذوا هذه الجريمة النكراء بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري عقابهم ويؤتى بهم الى المحكمة التي ينبغي أن تنظر بالصيغة التي ينبغي التوصل بشأنها ومن خلال التشاور المستمر مع الأشقاء والاصدقاء وأيضا وبأهمية أن ينالوا هؤلاء العقاب الذي يستحقونه نظرا لأن هذه العملية جريمة ارهابية من جهة وأنها ليست المرة الأولى التي يغتال فيها مسؤول لبناني لجريمة سياسية هذا الأمر يجب أن يكون واضحا لدينا وبشكل جازم بان من ارتكبها يجب أن يعاقب حتى تشكل رادعا لأي عملية يمكن ان يفكر بها أي انسان في المستقبل في هذا الصدد.

*هناك مناخات تشكيك اليوم في لبنان بتحرككم الاقتصادي تشبه مناخات التشكيك التي رافقت بدايات مشروع الرئيس الراحل رفيق الحريري كيف تنظر اليها وكيف تعلق عليها؟
أرد بكل هدوء. طبيعي أن لكل مرء رأيه ويعبر عنه. هذه الحكومة إنطلقت من ثقة مجلس النواب ومن بيان وزاري وبالتالي البيان الوزاري واضح كل الوضوح إن كان لجهة الخصخصة او لجهة القرار 1559 و 1595 وبالتالي نحن نقف عند ما تعهدنا به أمام مجلس النواب ونلنا الثقة على اساسه. الآن يأتي البعض ليغير رأيه وليشكك فينافلنكن واضحين موقفنا القومي والوطني لا يستطيع انسان في هذه المعمورة ان يزايد علينا فيه ولن نقبل بأن نعامل كما كان يعامل الرئيس الحريري كأن يطلب منه كل يوم أن يفحص دمه الوطني 3 مرات هذا الأمر غير مقبول على الاطلاق. وبالتالي نحن واثقون من مواقفنا الوطنية وموقفنا واضح تمام الوضوح ونحن نتصرف بثقة المواطنين وثقة مجلس النواب والأمور التي تحدثنا فيها هي الأمور التي قلناها ونقولوها امام جميع المواطنين وجميع اللبنانيين ونحن نستمر بثقة اللبنانيين

*هل تحدث معكم الأميركيون بخصوص رئيس الجمهورية وما هي مواصفات الرئيس المقبل برأيكم؟
لم يجر الحديث حول مواصفات رئيس الجمهورية المقبل أو أي شيء من هذا القبيل هذا الموضوع سابق لآوانه ويجب أن ننتظر نتائج التحقيق.

*لماذا سحب الموضوع من التداول فهو لم يكن بهذا البرود في الأسابع الفائتة ؟
في الموضوع الرئاسي يجب أن نعود الى الدستور وكيفية التعامل بهذا الشأن. الإستقالة من قبل الرئيس هي قرار يتخذه هو أو لا يتخذه ولكن أيضا تطبيق الدستور هو أمر يجب دائما أن نحترمه ونحترم رأي الأكثرية وأيضا ننتظر ماذا يمكن ان تنجلي عنه الأمور المتعلقة بموضوع التحقيقات.

*شددت على ان النجاح اللبناني ليس نجاحا للبنان وإنما نجاح للمنطقة ونموذج يحتذى والبعض قال إنك تدغدغ مشاعر الأميركيين في هذا المجال ولكن لنعكس الآية هل الفشل في المنطقة سينعكس سلبا على لبنان كأن يحدث تدهور في سورية مثلاً؟
لا اريد أن استعجل الأمور والأحكام والاستنتاجات انا من المؤمنين كل الايمان بالديمقراطية كوسيلة مهمة من وسائل الحكم في المنطقة العربية وهذا طبيعي وتوجهات المنطقة هي في هذا السياق وأعتقد ان التجربة اللبنانية تجربة غنية جدا ويمكن الاستفادة منها وبالتالي كل ما يمكن أن يتحقق في هذا السبيل له مردوده الايجابي على لبنان وعلى المنطقة.

*دولة الرئيس هذه أول اطلالة دولية لك من دون رفيق العمر رفيق الحريري كم تذكرته في هذه الرحلة وكم اشتقت اليه؟
دمعت عيناه وتهدج صوته مستذكرا رفيق الدرب : كثيراً .......... كثيراً

*هل تشعر بأنك مهدد؟
أنا مطمئن لما أقوم به أنا مرتاح أنا مقتنع كل الإقتناع بما اقوم به وأنا مصمم على السير بما اقوم به لأنني أنطلق أساساً من ثقة المواطنين ومن ثقة جميع اللبنانيين.